admin Admin
عدد المساهمات : 155 تاريخ التسجيل : 21/05/2009 العمر : 32 الموقع : الجرف
| موضوع: موضوع الولاء الخميس يوليو 02, 2009 2:42 pm | |
| " موضوع الولاء من أهم موضوعات القرآن الكريم ، وقضية الولاء من أخطر قضايا العقيدة ، والتهاون في موضوع الولاء أحد مقاتل الأمة .
والولاء معناه النصرة والمحبة والمؤازرة والتعاون ... والولاء موقف عقدي يتجلى في الموقف العملي ، كسائر شؤون العقيدة ؛ فهي قضايا مغيبة في القلب والروح تتجلى في السلوك ومواقف الحياة ومتغيراتها ، وإني لأزعم مطمئناً أن موضوع الولاء في القرآن يتردد صداه في كل سورة ، بدءاً من الفاتحة :
﴿ إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ﴾ ،
فالمؤمن يدعو الله أن يلزمه صراط المؤمنين ، ثم يحدد من هم ، وأنهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين .
مروراً بسورة البقرة : ﴿ الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت ... ﴾ ،
فسورة آل عمران ﴿ لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء ... ﴾ ،
فسورة النساء التي فصّـلت في موضوع الولاء ، ومن آياتها :
﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً .. ﴾
فسورة المائدة التي هي سورة الولاء بامتياز ، ومن آياتها :
﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم ﴾
وهكذا لو جئت تتتبع سور القرآن فلن تجد سورة لم تتعرض لموضوع الولاء ، مروراً بسورة الولاء – أعني سورة الممتحنة – التي أولها ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ... ﴾ وآخرها ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوماً قد غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور ﴾ وصولاً إلى سورة الناس التي يتحصن فيها المؤمن بالله ويتعوذ به من عدوه الأول : الشيطان ، وسلاحه الأول الوسوسة ...
وهكذا أيها الأخوة ، لو كان المجال يتسع لأريتك موضوع الولاء في كل سـورة ، وكل سورة كيف فسرته وشرحت صوره ، لكن الإشارة تغني عن طويل العبارة ، واليوم والأمة في صراع مرير مع عدوها الخطير قوى الاستكبار العالمي والمعسكر الشرير ، المتمثل في العدو الصهيوأمريكي ، أقول والأمة تمر بهذا المنعطف العاصف : لا بد أن يتم التركيز على موضوع الولاء ؛ فتقف الأمة مع ذاتها موحدة متراصة تستحضر حديث نبيها عليه الصلاة والسلام :
{ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى } .
الأمر جد لا هزل فيه ؛ فإما أن نكون مؤمنين إن والينا المؤمنين ، وإما أن نخرج من زمرة المؤمنين إن والينا الكافرين ، وإن آية في سورة التوبة وضعت كل الولاءات والعلاقات في كفة واحدة ، ومصيرك يوم القيامة على اختيارك ؛ فإما جنات عدن إن واليت الله وواليت في الله ، وإما عذاب السعير إن واليت أعداء الله ، وأقل صور الولاء : الاهتمام بشؤون المسلمين ، والحزن لحزنهم والفرح لفرحهم ، والاستبشار بكل خير يصيبهم ، والسعي الدؤوب أن تكون معهم نصرة وجهاداً :
﴿ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم ﴾ " . | |
|